آااااح يا قلبي ،وجعُ الطفلة فاطمة تسبب به مُفصعي الأسواق في تعز
ليس من الضروري أن تكون طرفا في اشتباكٍ ناري ضد طرف آخر لتكون إصابتك مُبَـرَّرة ، وليس من الضروري أيضا أن تصاب بطلقات نارٍ كي تبدو ضحية هذا الاشتباك .
الطفلة فاطمة ، ببطنها الفارغ ظهر اليوم ، تعود أدراجها من المدرسة نحو المنزل مرتدية زيها المدرسي ، وخطوةً خطوة ، تشعر أنها تقترب من القضاء على الجوع الذي يداهمها والإرهاق الذي يسيطر عليها إثر عدد الحصص الدراسية الذي تلقته ، وفي المنتصف يعترض طريقها اشتباكٌ أهوجٌ في أحد أسواق القات وسط مدينة تعز .. اشتباكٌ أثار قلقها منتزعا منها العجلة في الوصول للمنزل ، ليستبدله باستعجالٍ لوقف إطلاق النار .
وكبقية الناس هناك ، اندفعت فاطمة حينها مسرعة من هلعها جراء ما يحدث ، علها تختفي عن أنظار الطلقات النارية كي لا تصيبها ، لتسقط جراء التدافع والهرولة الشديدة فجأة على الأرض .. سقوطٌ أصابها بجروح بالغة في فمها ويدها .. مع العلم أن هذه الإصابات لم يكن سببها رصاصة ، وإنما هروبٌ منها ، لتُنقل على إثرها إلى مستشفى الصفوة كي تتلقى العلاج هناك ..
" آاااااح يا قلبي " ، كانت المقولة التي تحدثت بها فاطمة بكل وجعٍ وحُرقة وهي على سرير المجارحة ؛ رسالةٌ تُخبر الجميع أن قلبها تألم على ما يحدث في المدينة قبل أن تتألم أضلاعها من الإصابة ، وروحها تتنهّد وجعا خوفا من عدم الذهاب إلى المدرسة ثانيةً ، حتى وإن ذهبت ستبقى التنهيدةُ دالةً على خوفها مما سيكون بانتظارها في طريق العودة إلى المنزل ..
ما قلته في الأعلى لا يعد تبريرا لما حدث ، وإنما توضيحا بأن سبب ما أصاب الطفلة فاطمة - بغض النظر عن طريقة الإصابة -هو عشوائية حمل السلاح في المدينة ، والأخطر من ذلك عشوائيةُ استخدامه ، دون رقابةٍ أمنيةٍ تُذكر ، وهو ما يخلقُ في الوسط المجتمعي قلقا عريضا واستنكارا واسعا ضد هذه الظاهرة التي تجعل نهاية حياة الناس تتحكم بها أيادي " المفصعين " المستعدةِ لحصد كمٍّ من الأرواح البريئة دون أدنى مبررٍ قانوني ، كما يقولون .
ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه المواقف المفزعة للسكان والمزعزعة لسكينتهم العامة ، ولن تكون "الطفلة فاطمة" الشخص الأخير الذي يتضرر من هذه الممارسات ، إذا لم تتخذ الجهات المعنية موقفا حازما إزاءها ، وتتعامل معها بجدية تامةٍ تااامة .
لاتنسى مشاركة: آااااح يا قلبي ،وجعُ الطفلة فاطمة تسبب به مُفصعي الأسواق في تعز على الشبكات الاجتماعية.
التعليقات (0)
أعجبني / لايعجبني
ماهو تفاعلك مع هذا ؟